الكنزةُ الحمراء ، بقلم: زهير دعيم
زهير دعيم - صورة شخصية
يسكن في قلبها كما تعلّمت في مدرسة الأحد ، فكلّ من يسألها :
أين يسكن يسوع ؟ تجيب والبسمة على شفتيها : إنّه يسكن في قلبي.
وتضحك لولو ، إنّها تحبّ يسوع فعلاً ، ولكنها أيضًا تشتاقُ إلى شيخِ العيد ، بابا نويل ، ليحملَ لها هديةً.
كم تُحبُّ هذا الشيخ الجليل !! وكم تحبّ هداياه !!
لقد جاءَها في السّنة الماضية بدُميةٍ جميلة ، ما زالت تنامُ معها ، وتحكي لها القصصَ التي تتعلّمها في صفّ البُّستان ، وتهدهدها وتعانقها ، وكثيرًا ما تُوّبخها قائلةً :
أنتِ كسلانة يا بنت !! قومي بلا كسل .
وجاء اليومُ الموعود ؛ جاء ماطرًا ، عاصفًا وباردًا.
فرحت لولو ، فهي تُحبُّ هذا الطّقس ، تحبّه ، فيسوع وُلِد في يومٍ عاصفٍ كما أخبرتهم المعلّمة.
وتتذكّر لولو يسوع ، فتقوم إلى الشجرةِ المُضيئةِ والمُزيّنة بالزينات، وتقترب من المغارة وتنظر طويلاً إلى الطّفل المُقمَّط والى الحيوانات والمجوس من حوله ، وتبتسم وتتساءَل : ألا يشعر يسوعُ بالبرد في هذا الجوّ الباردِ وبهذه الملابس الخفيفة التي تكاد لا تستر جسمَهُ الصّغير ؟!! وتهزُّ رأسَها بحيْرة ، ولكن الحيْرةَ الأكبر كانت : بماذا سيأتيها شيخ العيد بعد قليل ، فأجراسه تملأ الحارة.
وما هي إلا لحظات ، حتّى قُرع الباب فتهبُّ إليه وتفتحه صارخة:
إنّه شيخُ العيد ، انّه بابا نويل يا أبي .
وأخيراً جاء، قال الأب ضاحكًا .
رقصت لولو مع شيخ العيد كثيراً ، والتقطَتْ لها الأمّ أكثر من صورة معه بجانب شجرة الميلاد والمغارة .
لم تنتظرْ لولو طويلاً ، فما أن خرج بابا نويل حتّى فتحت الهديّة .
كنزة صوفيّة حمراء جميلة ...يا إلهي ما أجملها ، ولمعت عيناها بفرح.
ركضت لولو نحو المغارة ، والوالدان ينظران إليها بدهشة ، ماذا عساها أن تفعل ؟ .
فرشت لولو الكنزة الحمراء على أرض المغارة ، وأخذت الطفلَ يسوع بحنانٍ وقبّلته بحرارة ووضعته برِفقٍ على الكنزة الحمراء وهي تقول :
الطّقس بارد في المغارة يا حبيبي ، الطقس بارد ، أليس كذلك يا أمّاه ؟!
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ panet@panet.co.il
- التناص الأسطوري في شعر سميح القاسم/ نماذج مختارة من شعره- بقلم مروى فتحي منصور
- هاي عليّ - بقلم: حسن عبادي
- حجر الذئاب - قصة: ناجي ظاهر
- قصة بعنوان مناضل عنيد - بقلم الكاتبة أسماء الياس
- لم أعُد هناكَ - بقلم : زهير دعيم
- قصة قصيرة ضوء القصيدة- د.سامي الكيلاني
- قصيدة زجلية : لمّا نكون بجولتنا - بقلم : أسماء طنوس - المكر
- همسة في ليلة عيد ميلادي - بقلم : زهير دعيم
- زجل - ما هو الحب - بقلم: اسماء طنوس المكر
- ‘ أقوال مضيئة ‘ - بقلم نيقولا مسعد