القلوب المتحجرة - بقلم :الدكتور أسامة آل تركي
الدكتور أسامة آل تركي - صورة شخصية
والناس من حوله تحاول تقديم المساعدة له، فما فائدة تلك المساعدة المالية ونحن نرى مشهدا تقشعر له الأبدان يودع فيه الأخ أغلى الناس في الدنيا، هل يعقل بأننا نعيش في هذا الزمن الذي يموت فيه الإنسان بسبب جشع أخوه الإنسان، ومن غرائب الصدف أنني توصلت أيضا بمكالمة من سيدة من دولة عربية، تشكي وتبكي وفاة سيدة مسنة، رفض طبيب إجراء عملية جراحية مستعجلة لها قبل دفع مصاريف العملية، فبدأت المسكينة تبكي وتصرخ باحثة عن شخص رحيم أو معين لمساعدتها ولكن كانت العيون مبصرة و الآذان منصتة لكن القلوب قاسية.
هل يعقل أن طبيبا أقسم على كتاب الله أن يكون مخلصا في عمله مضحيا بالغالي والنفيس من أجل علاج المرضى، وصل به الطمع والجشع لإهمال مريض أو رفض إجراء عملية مستعجلة بسبب تكاليفها الباهظة، كل يوم نسمع ونرى أشياء تقشعر لها الأبدان، لم تعد قلوب الناس صافية طيبة، بل تحولت إلى حجارة بل أشد قسوة منها .
لقد غابت الانسانية عن الانسان، وأصبح كل واحد منا يفكر فى نفسه ويقول أنا ومن بعدي الطوفان، لقد صدق الله العظيم في كتابة عندما قال : ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً ۚ وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ ۚ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ، لابد من مراجعة أنفسنا، فالنفس كما تعلّمها وتكبح جماحها فإذا تركتها لأهوائها ضاعت وانتهت.
اللهُّم ارحمنا وأغفر لنا، اللهُّم لا تجعل الدُنيا أكبر همنا ولا مَبلغ علمنا ولا إلى النار مصيرنا، واجعل الجنّة هي دارنا وقرارنا، اللهُّم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك ومن فجائة نقمتك، ومن جميع سخطك يارب العالمين، فانتبهو، فقد أصابنا الله بذلك الفيروس حتى نتعظ ونتقي الله في أقرب الناس لنا، واجعلوا قلوبكم رحيمة، لقد كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ لأَصْحَابِهِ : ( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ، وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ، وَمِنَ اليَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا، وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا ، وَاجْعَلْهُ الوَارِثَ مِنَّا، وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا ، وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا ، وَلاَ تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا ، وَلاَ تَجْعَلِ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا ، وَلاَ مَبْلَغَ عِلْمِنَا ، وَلاَ تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لاَ يَرْحَمُنَا ) فارْحموا مَنْ في الأرض يرحمكم من في السماء.
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ panet@panet.co.il
- لمن سأصوت ؟ - بقلم: د. علي خليل
- تحية طيباوية للفحماوية - بقلم : رياض حاج يحيى
- الأحزاب العربية... افتحوا جيوبكم وعقولكم ! - مقال بقلم : وديع عواودة
- حول رواية سراج عشق خالد - بقلم : حسن عبادي، حيفا
- بارطاجي يا مواطن - بقلم: عبده حقي - المغرب
- هيئة إعلامية ضعيفة ، بقلم : هادي زاهر - عسفيا
- مشاريع الغاز في الشرق الاوسط - بقلم: اسعد عبدالله عبدعلي
- النموذج والمثال: بين الموسيقى والسياسة - بقلم : بروفيسور سعيد زيداني
- الأنساق والمعنى والمجتمع الجديد- بقلم: إبراهيم أبو عواد / كاتب من الأردن
- الحب والحرب والرصاصة 666 ، بقلم: زياد جيوسي