مقال : غريب أمر هؤلاء الرؤساء!
د. علي حريب - بير المكسور
الاجتماعي ومخلفا الكثير من الأرامل الأيتام الأمهات والآباء الثكالى الذين يبكون أبناءهم وقد خرب عالمهم بين عشية وضحاها، هذا الظرف الاستثنائي الذي كثرت فيه المطالبة بوقف شلال الدم ومحاربة العنف والجريمة المستفحلة من قبل جميع الهيئات الرسمية والشعبية في الوسط العربي وخروج العديد من المظاهرات الحاشدة التي تصرخ " كفى كفى " محملة الحكومة والمسؤولين وعلى رأسهم رئيس الحكومة المسؤولية الكاملة عن هذا الوضع المأساوي الذي لم يعد فيه المواطن أمين على حياته وحياة أولاده.
لا شك أن الحكومة والمسؤولين في الوزارات المختلفة وخاصة وزارة الأمن الداخلي وزارة الداخلية، وزارة العدل هم المسؤولين المباشرين عن حماية المواطن ولديهم الإمكانيات والوسائل للقضاء على عصابات الإجرام التي تعيث فسادا دون وازع من خلق أو ضمير، وعلى رأس كل هذه الوزارات يقف رئيس الحكومة الذي بيده الحل والربط .
هذه حقيقة يعرفها الجميع وقد كانت هنالك بعض المحاولات للتعاون مع رئيس الحكومة في ملف العنف والجريمة من قبل عضو الكنيست منصور عباس والتي جوبهت من قبل دعاة الوطنية والقومجية بحرب شعواء وصلت إلى حد التخوين والشيطنة بدعوة أن بيبي نتنياهو ضد العرب وتاريخه يشهد على ذلك، وأنه لا يمكن الوثوق به وهو كاذب ومخادع.
نحن نتفق مع هذا الإدعاء أن بيبي مخادع وثعلب ولا يمكن الوثوق به، لكن يبقى هو صاحب الحل والربط وبيده مفتاح الحل وقد أعلن أكثر من مرة عن استعداده التام للتعاون في حل هذه المشكلة وبحسب رأيي المتواضع علينا إستغلال كل بارقة أمل أو كما قال المثل ( لاحق العيار لباب الدار).
للمفارقة، بالأمس خرج علينا بعض رؤساء المجالس المحلية الذين أعلنوا عدم مشاركتهم بالاجتماع الذي تم تعيينه بناء على طلب اللجنة القطرية للمجالس العربية الذين هم أعضاء فيها، غريب حقا ومستهجن هذا التصرف خاصة من ممثلي جمهور يفترض بهم أن يسارعوا لاستغلال اي فرصة متاحة لمعالجة هذا الوباء وحقن دماء الأبرياء.
عجبا أليس هذا الموضوع الحارق في سلم اولوياتكم يا سادة! ثم ادعاءكم أن الموضوع معروف وليس بحاجة الى اجتماعات ونقاش ويجب إتخاذ خطوات عملية، إذا لماذا لم تشاركوا وتضعوا النقاط على الحروف وتضغطوا لإحراز إختراق؟
أما الإدعاء بأن رئيس الوزراء كاذب ومراوغ فهذا ليس سبب لعدم المشاركة والمحاولة الجادة للضغط على رئيس الوزراء لتبني خطة شاملة جاده في هذا المجال فلربما (لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ) ثم ألم تقرأوا قول الله تعالى في سورة غافر الآية 28 " وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ" صدق الله العظيم.
وفي الختام مع إحترامي وتقديري لكم فإن قراركم قرار خاطئ لا يصب في مصلحة الجماهير العربية التي لن تغفر لكم .
هذا المقال وكل المقالات التي تنشر في موقع بانيت هي على مسؤولية كاتبيها ولا تمثل بالضرورة راي التحرير في موقع بانيت .
يمكنكم ارسال مقالاتكم مع صورة شخصية لنشرها الى العنوان: bassam@panet.co.il .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ panet@panet.co.il
- من أَعان ظالماً أُبْتُلِيَ به - بقلم : المحامي زكي كمال
- نصائح لمؤسساتنا - دروس في الموارد البشرية
- بناء حزب جديد - ليس أمرا سهلا !
- ثمن اللّقاح للفلسطيني - بقلم: أحمد سليمان العمري
- هي الحياة افهمها يا ... بقلم- معين ابوعبيد
- الأسد الذي فارق الحياة مبتسما والنهايات المدهشة | بقلم : السيد شليل - مصر
- مراجعة شاملة لوضعنا العربي - بقلم : حازم القواسمي
- اللغة الأم: الحقيقة والوهم !!! بقلم: قؤاد بوعلي
- العُنف ودوّر المجتمع المدني في ظل غياب سُلطة القانون - بقلم: محمد محاميد، يافا
- حين يُصَوِّت الموتى - بقلم : المحامي زكي كمال