‘ فزّاعة ‘ - قصيدة بقلم : الدكتور سامي الكيلاني
د. سامي الكيلاني - صورة شخصية
هل شربت من بئر غائض
لا يبتل من مائه ريقُ الفقير؟
هل زرت حقل السراب هذا
وافر الحصاد من كل أصناف الهباء؟
هل احترت في متاهات السؤال؟
كيف تخاف الطيور من فزاعة رثة الثياب
مصلوبة تلفح الشمس وجهها،
تعيش ليلها أسيرة الزمهرير،
لا تشتكي حرفاً؟
لصفع الرياح تستكين؟
هل سمعت عن فزاعة تخاف البوح،
تخشى الصراخ،
لا تشتهي كسر القيود،
لا تشتهي الهروب،
لا تشتهي النزول عن صليب الدجل؟
صوت ثانٍ:
يا فزاعة الطير
يا ناطور المقاثي،
يا رثة الوجه والثياب
يا خيال المآتة
يا شرشوح
يا جبان
يا خادماً صاغراً
كيف تستكين؟
صوت الفزاعة:
يا لائمي،
لا تلم صمت القماش،
لا تلم جهل الخشب،
لا تلم غباء الطيور التي تهاب وقفتي،
لا تسل عن سرّ وقتي،
لا تسل مستغرباً كيف أرتضي دوام التعب.
سدّد سهام اللوم،
أطلق سهمك المسنون هذا
نحو فزاعات البشر،
اصفع بلومك هذا صانع الفزاعات من كل لون،
من يحمل فزاعة السوط،
من تقتل الفزاعات روحه ويطوي لسانه طي البساط،
من يخوّن الأمين،
من يخشى فزاعة التخوين،
من يكفّر الخارجين عن السرب،
من يخشى فزاعة التكفير،
من يحمل السوط لمن يرفع الرأس،
من يموت خوفاً من فرقعة السياط،
من يكسر موازين العدل جهاراً نهاراً،
من يقبل الغبن حكماً، من يستكين،
من يسحب اللقمة من فم الجياع،
من لا يخرج ثائراً شاهراً سيفه إن جاع.
لا تلم فزاعة من قماش وقش وخشب،
لُمِ الفزاعين والمفزوعين وفزاعات الدمى،
سدّد السهم نحو الذي
صاغ خلطة الموت في عز الحياة،
من استطاب عيش القطيع،
من سكت.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ [email protected]
- ‘ ليسوا سواء ‘ - بقلم : د . موفق السباعي
- ‘ البغل والمختار والحاكم ‘ - قصة بقلم : سعيد نفاع
- تحليق عابر لطيور الذاكرة 3 ، بقلم : د. سامي الكيلاني
- خواطر رومانسية بقلم : الكاتبة اسماء الياس
- رواية ‘ الصّامت‘ لشفيق التلولي في اليوم السابع
- ‘ الفنان بركات أبو عفاش قدوة للاصرار على الحياة ‘ - بقلم : أحمد الصح
- مرت أربعون يوما على رحيلك يا ابي، بقلم: حسين بدر أبو حجول
- منتخب الشباب وضرورة الكادر الاجنبي - بقلم : الكاتب اسعد عبدالله عبدعلي
- رسالة من اصدقاء ومعارف الكاتب والشاعر احمد الصح: ‘ أبو شادي أشهر من نار على علم بكل ما يخص تاريخنا ‘
- ‘ الافتتاح الكبير ‘ ، بقلم : الكاتبة اسماء الياس